ما هي التنمية المستدامة ؟ المفهوم، الأبعاد، والأهمية في العراق برؤية منظمة كيش للتنمية المستدامة
مقدمة
ظهر مصطلح “التنمية المستدامة” نتيجة للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه العالم منذ أواخر القرن العشرين. تعرف الأمم المتحدة التنمية المستدامة بأنها: “التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها” . وتُشكّل هذه الرؤية حجر الأساس لأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، التي اعتمدتها دول العالم في عام 2015 كإطارٍ عالمي للتنمية إلى عام 2030 . تسعى منظمة كيش للتنمية المستدامة إلى تبنّي هذا المفهوم وتطبيقه محليًا في العراق لضمان استمرارية الموارد وتعزيز رفاه المجتمع.
1. تعريف التنمية المستدامة
التعريف الكلاسيكي (تقرير برونتلاند 1987): “التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها” . الإطار العام للأمم المتحدة: تتكامل أهداف التنمية المستدامة في 17 هدفًا للتوعية بالصحة والتعليم والطاقة النظيفة والعمل اللائق والمناخ وغيرها، مع الالتزام بمبدأ “لا يترك أحد خلف الركب” .
2. الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة
البعد البيئي: يرتكز على الحفاظ على الموارد الطبيعية (مياه، هواء، تربة)، وتقليل التلوث، وحماية التنوع البيولوجي، بما يضمن استمرارية النظم الإيكولوجية . البعد الاقتصادي: يهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل، عبر تنويع مصادر الدخل والاستثمار في التكنولوجيا الخضراء والأسواق المحلية، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد . البعد الاجتماعي: يعنى بضمان العدالة والمساواة، وتوفير التعليم الجيد والرعاية الصحية، وتمكين الفئات الضعيفة (نساء، شباب، أقليات) ليكون لهم دور فاعل في المجتمع .
3. أهمية التنمية المستدامة في السياق العراقي
تنويع الاقتصاد: يعتمد اقتصاد العراق بنسبة كبيرة على النفط، مما يجعله عرضة لتقلبات الأسعار العالمية. يشير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى ضرورة تطوير قطاعات بديلة مثل الزراعة والسياحة البيئية والصناعات التحويلية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي . مواجهة التغير المناخي: يعاني العراق من ارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات الأمطار، مما يفاقم ندرة المياه ويهدد الأمن الغذائي؛ فتطبيق حلول مبتكرة مثل الزراعة المائية والطاقة المتجددة يصبح أمرًا ضروريًا . العدالة الاجتماعية: يساهم التشغيل اللائق والتمكين المجتمعي في تقليل الفقر وتحسين الخدمات الأساسية (المياه والصحة والتعليم)، وهو ما يؤكده تقرير منظمتي GICHD وUNDP حول نتائج إزالة الألغام ودورها في إعادة تأهيل البنى التحتية في العراق .
4. دور منظمة كيش للتنمية المستدامة
إعداد الدراسات والاستراتيجيات: تمويل البحوث الميدانية لتحليل واقع الموارد في المحافظات العراقية ووضع خطط عمل محلية متكاملة. إطلاق البرامج التوعوية والتدريبية: تنظيم ورش عمل وندوات للشباب والنساء والقادة المحليين لتعريفهم بأهداف ومعايير التنمية المستدامة وتطبيق أفضل الممارسات. الشراكات المحلية والدولية: التعاون مع الجهات الحكومية وUNDP وغيرها من المنظمات لتأمين التمويل والتقنية، وإطلاق مشاريع للطاقة الشمسية وتحلية المياه والزراعة المستدامة تحت إشراف منظمة كيش للتنمية المستدامة. المتابعة والتقييم: إصدار تقارير دورية شفافة لرصد مؤشر الأداء البيئي والاقتصادي والاجتماعي، مدعومة ببيانات ميدانية توضح مدى التقدم في تحقيق أهداف التنمية.
خاتمة
تشكّل التنمية المستدامة رؤيةً شاملة لإعادة بناء العراق على أسس متينة تحافظ على الموارد وتحقق العدالة الاقتصادية والاجتماعية. من خلال العمل المتواصل والتنسيق بين منظمة كيش للتنمية المستدامة والشركاء المحليين والدوليين، يمكن للعراق أن يخطو خطوات ثابتة نحو مستقبلٍ مزدهرٍ ومستدام يضمن رفاه الأجيال الحالية والقادمة.




